كريم مغاوري يكتب : احترمونا فنحن المستقبل‎

كُتب في: 24 مارس 2014 , ( 38 : 20 ) | عدد تعليقات 5

“نحترم الماضي ولكن احترمونا فنحن المستقبل” كانت تلك العبارة هي خاتمة مقالي الأول ل”بوابة يناير” بعد صدمة فنية هي الأسوأ منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير والذي اطلق عليه ”عيد الفن ” الذي اقيم بدار الاوبرا يوم ١٣مارس٢٠١٤.

لم تكن تلك الصدمة نابعة من تردي المستوى الفني للحفل فقط ،كما يعتقد البعض، ولكن لما كان واضحاً ومتعمداً بعدم دعوة و إقصاءالمنتمون لثورة يناير وظهر ذلك جلياً في إقصاء المطرب الثوري الشاب محمد محسن باستبعاده يوم الإحتفال بحجة الإسباب الأمنية مع معاملته بطريقة غير لائقة بطرده خارج أسوار دار الأوبرا -مكان الحفل- حتى دون ان يأخذ ملابسه الذي كان ينتوي إرتدائها أثناء الحفل، ورغم أن وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب شاهد البروڤة النهائية للاحتفال بحضور محسن والقائمين علي الحفل إلا أنه لم يتم إبلاغ محمد محسن باستبعاده إلا يوم الحفل نفسه، وحتى وقت كتابة المقال لم يعتذر أحد ل “محسن “وإكتفي الفنان هاني مهنى رئيس إتحاد النقابات الفنية منظم الحفل بأن يبلغ محسن بان الاستبعاد كان لأسباب أمنية ،ولم ويرد علي إتصالاته وقتها وتركه خارج أسوار الأوبرا وهاجمه على صفحات إحدى الجرائد وإكتفى عرب بالتصريح بإنه سوف يبحث ذلك الأمر ويبلغ محسن بالأسباب لإنه-كالعادة-لا يعلم لماذا تم استبعاده من الحفل ..

كان إقصاء محمد محسن عن الحفل هو صورة من صور إقصاء شباب الثورة من الفنانين والمثقفين عن دعوتهم للحفل أو المشاركة فيه ولا نعرف الأسباب حتى الآن إن كانت أمنية عن طريق الرئاسة كما حدث مع محسن أم أسباب تتعلق بتجاهل إتحاد النقابات الفنية القائم على الحفل دعوة الكثيرين فتم الإكتفاء بدعوة كبار وشيوخ نجوم ونجمات الشباك وكأن الفن توقف عند جيل وزمن معين

وأن الشباب ليس لهم مكان في احتفالاتهم مما يؤكد إنها ليست إحتفالات فنية بل أمجاد شخصية تحسب فقط للقائمين عليها بإنهم أعادوا إحياء عيد الفن مرة اخرى كنوع من البهرجة الشكلية بغير محتوى فني جيد يليق بالمناسبة ودون الإهتمام بتكريم الفنانين من شتي مجالات الفن فقط دون إهمال فنون آخرى هامة لاتقل أهمية عن السينما والمسرح والغناء ودون أن يتذكروا أن هناك من لهم الحق في الحضور والمشاركة من جيل شباب الفنانين والمثقفين الذي سيكمل المسيرة مستقبلاً التي بداؤها بالثورة علي الظلم والاستبداد والقمع في يناير ودافعوا عن هوية مصر الثقافية والحضارية في يونيه.

وليس من حق أحد إحتكار الفن ولا وجود للماضي إن لم يكن هناك حاضراً يتذكره ومستقبل يجدده ولا مستقبل بغير ماضي يستند عليه.

الماضي والمستقبل وجهان لعملة واحد