الخميس، 10 مايو 2012

اطهرهُن




اطهرهُن
 
المكان امام مديرية امن القاهرة الزمان فجرا الحدث انتظار الفتيات التي تم اعتقالهن في احداث العباسية ٤ مايو في لحظة قاسية من جُملة الاحداث القاسية التي مرت عليّ منذ قيام الثورة ، فكنت انا وصديقي الشاعر والناشط السياسي احمد دومة والفنان عمرو القاضي والناشط السياسي عبد الرحمن فارس والناشط السياسي معاذ عبد الكريم والناشط السياسي والموسيقي نور ايمن نور وعددا من شباب الثورة واهالي الفتيات المعتقلات في انتظار خروجهن ... كان ما يشغل بال احمد دومة منذ ان طرح علينا على المقهى استقبال الفتيات لحظة خروجهن هو ان يروا اشخاصا في انتظارهم ومهتمون بهم مما يعرفه احمد عن طبيعة تلك الامور لما لاقاه من ( حبسات ) متعددة - على حد قوله - ويعرف كم هو هام لدى المحتجز ان يرى اشخاصا في انتظاره لحظة خروجه حتى ولو كان شخصا واحدا مما يكون له ابلغ الوقع في نفسية الخارج من محتجزه الى الحرية في اهتمام من ينتظرونه وفرحتهم بخروجه- خرجت الفتيات وتسارع الجميع في تحيتهم والشد من ازرهم والابتسامة في وجه الجميع وحرارة اللقاء معهم حتى وان معظم الحاضرون لا يعرفونهم ولكن نعرف ونشعر كم الظلم الذي وقع عليهم من هذا الاعتقال المستفز الذي استباح حرمة بنات مصر ، بدأت اجهزة الحاسب الالي التي تحمل باليد والتليفونات المحمولة تلتقط الصور وكان اولهم عبد الرحمن فارس بجهازه الصغير وكذا انا وآخرين وبدأنا نرسل عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وصف الحالة والمشهد الذي نحن فيه بسرعة شديدة وطمئنة الجميع على خروج كل الفتيات وانهم في حالة جيدة وايضا هتفنا جميعا يسقط يسقط حكم العسكر امام مديرية الامن .. اطمئن الاهالي على بناتهم وسالت الدموع بغزارة ,الفتيات والاهالي وعددا من الحضور .التقطنا الصور التذكارية مع هند احدى الفتيات بعد رحيل آية ونسرين يوسف وآخريات لا يسعفني تذكر اسمائهن وكانت قد حضرت الاعلامية جميلة اسماعيل لشد أزر الفتيات وجاء عدد من شباب الدرب الحمر وباب الخلق للسؤال عن ما يحدث بسبب تجمعنا امام المديرية ومنهم من حذرنا وطلب منا سرعة الرحيل لأن عددا كبيرا من شباب الدرب الاحمر وباب الخلق لا يحبون شباب الثورة وانهم يرون فيهم من خربوا البلد ,ومن حذرونا يعون تماما حقيقة شباب الثورة ولكن تحذيرهم جاء خوفا علينا ولمعرفتهم بطبيعة الحي الذين يسكنون فيه وكان هذا منعكسا على الصور المتعددة مرشحي الرئاسة المحسوبين على النظام التي تملئ جوانب الطريق بجوار مديرية الامن وان هؤلاء الشباب الذين حذرونا هم من رجال الاسعأف الطائر الذين كانوا يساعدون في نقل المصابين في كثير من الاعتدائات على المتظاهرين في ميدان التحرير... رحل الجميع وتبقت دموعي التي كادت تسيل لولا ان حبستها داخلي من هول تلك اللحظة حين رأيت الفتيات لحظة خروجهن .... اي عقل هذا يستوعب ويتحمل مجرد التفكير في استباحة التعامل مع بناتنا بتلك المهانة واعتقالهن بتلك الغشومة ؟ مع من نتعامل؟ مع عدو اجنبي يرى في بناتنا سبايا لهم؟ هل هو العدو الصهيوني؟ اسئلة واجابات كادت تفجر رأسي من هولها ومن هول وبساعة ما احسست به مرار وتكرار في سلسلة لم تنتهي بعد من انتهاك وسحل واعتقال وكشف عذرية وسب وتحرش كلامي وجسدي بأشرف من انجب الرحم المصري في تاريخه ، هم بنات الثورة المصرية ... اطهرهُن


صفحة كريم مغاوري الرسمية على الفيس بوك (Like )

حساب كريم مغاوري على تويتر ( Follow )

قناة كريم مغاوري على اليويتوب ( Subscribe  )

مدونة كريم مغاوري ( عدسة كريم مغاوري)- (Join)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق